مريض كورونا ..جرعة حب تشفيه
بقلم: د. فائزة عبدالله الحسين
الانسان كتلة مغموسة بلطائف واحاسيس واطياف روح شفافة مهما حاول ان يغلف ذاك الجسد بشيء من صلابة ففي النهاية يستسلم بسهولة امام سلاح نظرة .. او همسة ود.. وبعضا من حب.. شاءت الاقدار ان نعيش لنري كيف اجتاح معظم دول العالم وأصيب الكثير من انسانها بطاعون العصر الحديث. فيروس (كورونا) لم ينجو منه الا من رحم ربي.. فقد أصاب ملوك ، أمراء، رؤساء ..ووزراء. رهبانا وشيوخ …ولم تعتق رقاب الأطباء الذين يفهمون لعبة كورونا .. بتفاوت لم تعتق حتي ادني فئة في المجتمع…بمختلف فئاتهم العمرية.. لم تترك احبابا لنا الا و اصابتهم.. منهم من نجا ومنهم من التحق بركب الشهداء(تقبلهم الله شهداء)..بكيت لفقدهم …وبكيت اكثر ليس علي من ماتوا فقط.. بل بكيت حين مر بمخيلتي شريط مرضي كورونا الأحياء تصورت حالهم وهم يصارعونها..تخيلت حالهم حين تصيبهم رعشة الحمي فمن لهم ليعطيهم الدواء. وحين يرتعشون من يدثرهم بغطاء…ومن يسقيهم جرعة ماء حين يكحون.. يا الله منك يا أضعف خلق الله..بكيت لحال الأعزاء وهم يبحثون عن يد يتمسكون بها عن وجه الفوه.. وجه يقول لهم تمسكوا بالحياة و ستشفون فنحن هنا حولكم لا تخشوا شيء…فالطب تطور ستشفون.. لا تخافوا…ثقوا بالله..ولكن لا احد من حولهم.. يقاتلون ويصارعون لوحدهم. ولا يجدون من يسندهم حين يصابون بالأعياء .. اكيد قلوبهم باكية بلا دموع. فالواحد منهم يعي عن حاله… يتمني طلة وجه أم، اب، اخ، اخت، ابن أو صديق ليقول له ستشفي فنحن ندعو لك…حتما ستشفي…لقد شهدت الكثيرون ممن أصيبوا. لم استطيع مد يد العون فعليا لهم … فكل شيء بسببها ممنوع لافتات من حولك تقول لك احذر.
ابتعد عنهم…اتركهم..في حين ان أحدهم يحتاجني احس بمعاناته فانه بحاجة لمن يطعمه ومن يحركه…لهم الله…الكل يبتعد مجبرا عنهم …بالرغم من الضباب حولنا اكتشفت كم هو قوي مريض كورونا …وحيدا في عزلته. يصارع طاحونة العصر….فليكتب التاريخ و لترفع القبعات لمريض كورونا، انه اشجع منا بالرغم من تركنا له وحيدا فهو محارب باسل يصارع شيء غير مرئي فيصرعه ويسقط لينهض من جديد في حرب ضد مجهول ضد شيء متلون ومخادع .. تتبدل اعراضه وأشكاله، فايروس كورونا أغلق كل شيء في وجه العالم ..لم يسلم منه الا دوران عقارب الساعة الرتيبة….لم تسلم منه البوارج والجيوش ومن هم في بروج محصنة..فله القدرة علي التسلل والاختراق..اما نحن الاصحاء عديمي الحيلة فعلينا ان نحس بمريض كورونا..فهو يحتاج منا فقط دعما معنوياً وعاطفيا ونفسيا وروحيا طالما فشلنا ان نلتقي فعليا ..فلنظهرهم إسفيري.. فرساله صباحية مفعمة بالحب…واخري تحمل دفء النهار ومع نسمات المساء.. تحمل له شيء من تفاؤل ، فنرسل له رسالة نصيه ..نقول له فيها انت هاهنا في أعماق القلب وفي الذاكرة..انت في حصنك تصارع ونحن خارجه نبعث لك الدعوات.. فجرعة حب تكفي وتشفي.
اترك تعليقاً