بيلر والألكسو يعقدان ملتقى دولي في اليوم العالمي للمعلم
أحيا مركز بيلر لإدارة الأزمات والبحث العلمي اليوم العالمي للمعلم من خلال ملتقى علمي دولي نظّمه بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلم – ألكسو وبمشاركة أكثر من سبعة وثلاثين جامعة حكومية ودولية ومراكز بحثية. جاء الملتقى الدولي بعنوان “أي إنصاف يريده المعلم في زمن التحولات الرقمية” ونبعت أهميته من التحديات الدقيقة التي يعيشها المعلم والعملية التعليمية ككل في ظل التحولات الحاصلة على مستوى التقنية وامتداد الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي الذي بات يرسم الكثير من علامات الاستفهام حول مستقبل التعليم والدور المطلوب تاليا من المعلم لملائمة هذه الموجة المتسارعة. أفرد الملتقى مساحة نقاشية وافية لمتحدثين وخبراء في المجالات التربوية وتكنولوجيا التعليم والمعلومات وطرق التعليم والتدريب والإعلام إلى جانب عدد من رؤساء الجامعات للإضاءة أكثر على زوايا الموضوع من خلال خبراتهم واستشراف المستقبل التعليمي ومستقبل المعلم عبر مداخلات ورسائل رسمت خارطة طريق مساعدة لإنصاف المعلمين بخطة تفاعلية وعصرية قابلة للتنفيذ. افتتحت الملتقى رئيسة مركز بيلير الأستاذة الدكتورة نيرمين ماجد مشددة على ايمان جميع المؤثرين اليوم بـأن لا مخرج من حالات الاحتقان والقصور إلا بالتعليم والعلم لافتة الى اهمية البقاء على طرح التساؤلات والاشكاليات الشائكة التي تشكل اجاباتها بداية لفتح الطريق امام حركة التطوير العلمي وحماية المعلم وسط التحولات الرقمية. ثم تحدث مدير إدارة تكنولوجيا المعلوماتبمنظمة الإلكسو الأستاذ الدكتور محمد الجمني مستعرضا التحديات المطلوب خوضها من قبل كل الجهات المؤثرة والقادرة على إنصاف المعلم في شتى المجالات مشيرا الى تجديد الالكسو الخيار الاستراتيجي باعادة اعتبارية المعلم الى الواجهة رغم التحولات. رئيس الجلسة الاعلامي والباحث في مجال الاعلام الجديد الدكتور عمر الفاروق النخال رفض في كلمته إحراج واخراج المعلمين من مهمتهم تحت ذريعة عدم ملاءمتهم لزمن التحول الرقمي داعيا لاطلاق نقاش واعي يكشف مكامن الخلل التي أدت الى مظلومية المعلم. وفي مداخلته لفت رئيس جامعة الزيتونة في تونس البروفيسور عبد اللطيف بو عزيزي الى حجم التحديات التي تنتظر الجامعات مع انتشار الذكاء الاصطناعي وسبل استفادة القطاع التدريسي من المنصات الجديدة فيما شددت البروفيسور هويدا مصطفى عميدة كلية الاعلام وتكنولوجيا الاتصال في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا على ضورة لعب الاعلام دور المفسّر لاثار التحولات الرقمية على العملية التعليمية. وفي كلمة مسجلة أكد الوزير الأردني السابق الدكتور محمد الحلايقة على ان الاحتفال بالمعلم هو احتفال بقيمة العطاء والتسلّح بالمهارات والخبرات، أما الدكتور عبد الله موسى العلي من جامعة الاسراء الأردنية فأكد على الدور التشاركي مع بين المعلمين والطلاب وذويهم لاحداث عملية الانتقال تلك بشكل ناجح. بعدها استعرض الدكتور نبهان بن حارث الحراصي عميد كلية الاداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس لجهود مواكبة الجامعة للتحولات الرقمية سعيا للفوز بارقى الاعتمادات الدولية وانعكاسها على جودة التعليم. وبدورها اضاءت كلمة البروفيسور عذراء زيدان مديرة مركز دراسات المرأة في جامعة بغداد على مرحلة ما بعد “المعلم الرقمي” كإشارة اصرار على اشراك المعلم في عملية الدمج والتحول الرقمي. ومن فلسطين كانت مداخلة الدكتور نادر حلس مدير جامعة القدس الفتوحة فرع غزة الذي دعا للتطلع الى خصوصية التعليم في فلسطين والتحديات كسبب لدعم وحماية المعلمين ودمجهم بسلاسة في عصر التحولات وختم البروفيسور ميلاد السبعلي استاذ هندسة الأنظمة الذكية في معهد ناغويا التكنولوجي في اليابان مشيرا الى أن الخريج لن يبقى في وظيفة واحدة كما كان في السابق من هنا تاتي ضرورة تكيّفه مع التحولات الرقمية ومعه كل المنظومة التربوية. وفي الختام خلص الملتقة الى التوصيات التالية: · الابتعاد قدر الإمكان عن الهلع والخوف في مقاربة مسألة دمج التكنولوجيا بالتعليم والتطلع الى هذه العملية على أنها مهنية صرفة تستفيد من التقدم التكنولوجي دون إخراج كامل وقصري للمعلم منها. · أهمية التحيين الدوري للبرامج والمقررات التعليمية وتجديدها لمواكبة تطور المجتمع ومستجدات العصر. · تصميم برامج تدريبية متخصصة وتفصيلية تراعي دقة المرحلة على مستويات تطوير التقليدي أولا والتحضير للدمج ثانيا والتأكد من وجود كامل عناصر وأدوات الانتقال ثالثا وايجاد مقعد اشرافي أو استشاري للمعلمين غير القادرين بالكامل على مواكبة التقنيات الحديثة. · تعزيز الجامعات لمراكز التعليم المستمر فيها حتى يتمكن المعلمون من الحصول على المهارات التي تمكنّهم مجاراة زمن التحوّل الرقمي وتكوين خبرة تعليمية تفاعلية وسط هذا التحوّل ومشاركتها مع الجيل الجديد. · تمتين العلاقات ما بين الجامعات والمدارس في المجتمعات المحلية عبر اقامة لقاءات دائمة تستفيد خلالها المدارس من الخبرات والاستشارات التقنية والتكنولوجية للجامعات وتتعرف الجامعات في ذات الوقت على مدى إلمام ومعرفة الأجيال القادمة اليها بالتقنيات الجديدة. · تنظيم المدارس دورات تدريب وتأهيل للمعلمين على مستوى العمل بمنصات التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة من اجل تمكين المعلمين من مجاراة الحد الأدنى لعمليات التطوير والدمج والانتقال. · إقامة منصات للتعاون بين المعلمين لمشاركة الأفكار والممارسات الناجحة في استخدام التكنولوجيا في التعليم. · إنشاء محتوى تعليمي رقمي جذاب ومتاح للمعلمين والطلاب معا مع دعم إنشاء مكتبات رقمية غنية بالمواد التعليمية المتاحة للمعلمين. · تشجيع المعلمين على المشاركة في عمليات اتخاذ القرار فيما يتعلق بسياسات التعليم والتكنولوجيا وتأمين المساحة للاستماع الى آرائهم واقتراحاتهم في سبيل تحسين بيئة التعلم. · اطلاق صرخة دائمة للمنظمات الدولية المعنية بملف التعليم للبقاء على دعم المؤسسات التعليمية لوجستيا وتقنيا من أجل انجاز عمليات الدمج والانتقال تلك. · لخريجي المدار والجامعات من فئة الشباب دور في انصاف معلميهم من خلال انشاء المنصات والصفحات التي تكرمهم وتستذكر مآثرهم وتضيئ على مسيرتهم كقصص نجاح يحتذى بها. · في زمن القوالب الاعلامية السريعة والتفاعلية، فرد مساحات وافية للاضاءة على قصص نجاح المعلمين والوقوف على استشاراتهم في التطورات المتاتية على العملية التعليمية واشراكهم في البرامج الحوارية كمتخصصين وخبراء تربويين. · تقديم خدمات دعم نفسي واجتماعي للمعلمين لمساعدتهم على التعامل مع التحولات التكنولوجية وضغوط العمل المترتبة.
اترك تعليقاً