استثمروا في التعليم الأخضر …!!!!
د. نيرمين ماجد البورنو
بتنا نلحظ في السنوات الأخيرة العديد من المصطلحات الجديدة, مثل مصطلح التعليم الأخضر, أو ما يسمي بالمدرسة الخضراء, أو الجامعة الخضراء, وخضرنة المقررات , وتخضير التعليم كمشاريع مستقبلية تهدف لتعليم أخضر , وهو تعليم عصري يسعي الى التنمية والتطوير ومواكبة التطور التكنولوجي , والاستفادة منه في سائر عناصر العملية التعليمية بكفاءة عالية ونواتج متميزة , والتوسع في استخدام وابتكار الحلول والوسائل التعليمية الهادفة الي اكساب المتعلمين مهارات الحفاظ على البيئة واستدامتها , وفق معايير صديقة للبيئة وبعيدة عن الملوثات الصناعية والعمل على ترشيد الاستهلاك المتنامي للطاقة , واستعانت بشعار باللون الاخضر أو الخضرنة كالمباني الخضراء والزراعة الخضراء , واعتمدت على تقنيات وتطبيقات وأدوات تهدف الى المحافظة على البيئة وتساهم في خفض الاعتماد على الممارسات التي تثقل كاهل وزارت التعليم ماديا وزمنيا وصولا الى المتعلم .
يوفر التعليم الاخضر بيئة صحية آمنة للطلاب , كما يوفر جو تفاعلي وإمكانيات فائقة الجودة , كل هذه الأمور تساعد الطلاب على الشعورة بمتعة التعلم، والرغبة في الذهاب إلى المدرسة بدلا من الهروب منها، كما أنه سيحث الطلاب على اكتساب المعرفة بدون الشعور بالضجر, كما انه يقدم الكثير من الفوائد خاصة للدول العربية التي لا تمتلك التكلفة المادية، لأنه يرشد استهلاك الطاقة الناتج عن استخدام أجهزة الحاسوب والإضاءة والتكييف وغيرها، فضلاً عن استخدام التقنيات التعليمية بطريقة سليمة بيئياً، واقتصادية، كما أنه يوفر الكثير من الوقت والجهد، بالإضافة إلى أنه يساهم في زيادة جودة التعليم ويزيد من التواصل المباشر بين الطلاب والمعلم , ويساهم في تنمية مهارة الابداع والإبكار والاستكشاف، وذلك لأنه يعتمد على وسائل تعليمية حديثة بعيدة تماماً عن وسائل التعلم التقليدي، التي تجعل الطلاب يشعرون بالملل ويفقدون الكثير من تركيزهم، فالفصل سيتحول إلى عالم افتراضي يحاكي الواقع, ويعمل على تطوير مناهج دراسية بيئية يتم تصميمها بطريقة تسهم في تنمية القيم البيئية لدى الطلبة.
يعتمد التعليم الأخضر على أدوات وتطبيقات وتقنيات ، نابعة من التطور التكنولوجي الكبير الذي حدث في الفترة الأخيرة، هذه الأدوات الإلكترونية مثل الآيباد وما شابهه من الاجهزة اللوحية كبديل عن المقررات الورقية, والأجهزة المحمولة ونظام البرمجة الذكية (Smart Computing ) لتصميم برامج وتطبيقات ذكية للاستفادة منها في العملية التعليمية, فالطالب أصبح يشعر بالضيق بمجرد رؤية الكتاب المدرسي، ولكنهم يشعرون بالمتعة عندما يمكسون بالآيباد أو الجهاز الإلكتروني, كما أن المنصات التعليمة والاجتماعية مثل إدمودو والتي توفر بيئة آمنة للاتصال والتعاون، وتبادل المحتوى التعليمي وتطبيقاته الرقمية، تعتبر أيضا من الأدوات التي تعتمد فلسفة التعليم الأخضر و تشجع عليه, كما يسهل التعليم الأخضر تطبيق نظام Byod في التعليم بالمدارس، والذي يمكن الطلاب من استخدام أجهزتهم الشخصية دون الحاجة لمعامل الحاسب الآلي، وكذلك المعامل الافتراضية للاستفادة منها في مواد الكيمياء والفيزياء والأحياء وغيرها من التخصصات الطبية والصناعية.
إن الانتقال إلى التعليم الأخضر ليس حدثا فوريا يمكن بقرار واحد يتخذ على مستوى عال , بل يجب اعتباره عملية طويلة وشاقة لكنها بحاجة الى جهود مضنية لضمان التطبيق على نطاق واسع لجعل هذا التحول حقيقة .
اترك تعليقاً