مركز بيلر يعقد مؤتمر علمي دولي بعنوان: “أزمة التعليم والأمية في المجتمعات النامية”
عقد مركز بيلر لادارة الازمات والتحكيم الدولي والبحث العلمي ومقره لندن بالشراكة مع جامعة بولتيكنيك- فلسطين، وجامعة كسلا- السودان ،جامعة الأقصى- كلية الإعلام- فلسطين، جامعة السودان المفتوحة- السودان، جامعة واسط-كلية التربية الأساسية- العراق ، جامعة ميسان- كلية التربية الأساسية- العراق، جامعة سومر- كلية التربية، جامعة ذي قار- كلية التربية البدنية- العراق، جامعة الإسراء- فلسطين، مؤسسة İSTANBUL KÖPRÜLÜ EĞİTİM- تركيا، ومركز Biosciences Research Support Foundation (BRSF)- نيجيريا الملتقي العلمي الدولي الالكتروني بعنوان ”أزمة التعليم والأمية في المجتمعات النامية” يوم الاثنين الموافق 24/01/2022 بمناسبة يوم محو الأُمية العربية ويوم التعليم العالمي، حيث شارك في الملتقي العشرات من الخبراء والمهتمين والباحثين من العديد من الدول العربية والالقارة الأفريقية وذلك لتسليط الضوء على أزمة التعليم المتفاقمة في كثير من الدول والمجتمعات على مستوي العالم والبحث عن حلول للحد من هذة الظاهرة المستشرية وذلك بالاستفادة من تجارب العديد من الدول الاجنبية والعربية.
حيث رحبت د. نيرمين ماجد الدكتورة في تكنولوجيا التعليم والمدير العام لمركز بيلر بالحضور الكريم حيث أكدت على الدور الكبير للباحثين والتربويين وصناع القرار الكبير في تطوير التعليم. والتي بدورها استشهدت بدول مثل ماليزيا وغيرها استطاعت بالتعليم فقط الانتقال من الفقر والحاجة إلى التطور والنماء والعطاء الشئ الذي يحمل رسالة قوية لنا جميعاً أن ليس لنا مخرج في هذا العالم سوى بانتهاج طريق العلم.
فيما أشادت رئيسة الجلسة أ.د منال محمود خيري، أستاذ مناهج واستراتيجيات العلوم الاقتصادية والمالية في جامعة حلوان- مصر، بأن التعليم قضية أمن قومي للمجتمعات العربية ولا وجود لمجتمعات المعرفة وتحقيق أهداف التنمية المستدامه بدون الاستثمار في راس المال البشري من خلال التعليم عالي الكفاءة.
كما أكد د. مامو عثمان عميد معهد العلاج النفسي والصدمات النفسية في جامعة دهوك- كردستان العراق بأن التعليم هو أحد أهم أعمدة تطور أي أمة وأن إهمال التعليم هي بداية نهاية تهديم الدولة ومؤسساتها ويجب التركيز على العنصر النسوي في هذا المجال لأن دورهم قيادي في تربية الأسرة ورفع مستوى الدولة الى المقاييس الحضارية للإفتخار بها. وقد استشهد بما حدث مع اليابان و ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية حيث تحطمت كلًا منهم بمؤسساتها وبنيتها التحتية لكنهما استطاعا النهوض الى ارقى مستويات التطور وعلى كافة الأصعدة عندما اهتما بالتربية والتعليم والإستعانة بالخبرات العالمية والإعتماد على ثرواتهم البشرية.
وقد افتتح نقاش الجلسة أ.د أسامة محمود فراج أستاذ ورئيس قسم تعليم الكبار والتعليم المستمر في جامعة القاهرة- مصر والذي أشار بأن الاهتمام بقضية الأمية يرجع لأن الإنسان هو صانع التنمية وإن افضل الاستثمار يكون في البشر كما قال الفريد مارشال الامريكي واذا كانت نسب الأمية في تناقص إلا أن أعداد الأميين المطلقة في تزايد مستمر ويقف وراء مشكلة الأمية عوامل متعددة منها اجتماعي واقتصادي وتربوي وذاتي شخصي.
وتحدث أ.د محمد صالح سيد أحمد دكتور التاريخ الحديث في جامعة الملك عبد العزيز- السعودية عن التعليم في المملكة وتاريخه وكيفية ظهور ودور وزارة المعارف في فتح المدارس الحكومية السعودية ونشر التعليم ودخول اللغات الاجنبية في عملية التعليم، وقد استشهد بدور مدارس الفلاح في جدة ومكة في محو الأمية ونشر التعليم.
كما تحدث أ.د رائد الركابي عميد كلية التربية في جامعة سومر- العراق عن دور الظروف التي مرت بها العراق على مر السنين والتي أثرت بشكل كبير على التعليم والتي ازدادت سوءًا بعد جائحة كورونا. كما تحدث عن العوائق المادية التي تؤثر على انتشار الأمية وعن انتشار ظاهرة الزواج المبكر في العراق والتي تلعب دور كبير في هذا الشأن. كمان طالب بوجوب مجانية التعليم وتوفير القرطاسية وتحسين مستوى المدارس والبنية التحتية.
بدورها قدمت أ.د ناني نبيلة الأستاذ المحاضر في علم النفس التنظيمي في جامعة البليدة- الجزائر، ورقة بحثية بعنوان “التعليم يصنع أزمتنا” حيث أكدت أن المنظومات التعليمية بشكلها الحالي هي من تصنع الأزمات إن كان على المستوى الفردي، الاجتماعي أو الاقتصادي، فهي تنتج أفرادا مُنهَكين يُمثّلون عالة على الاقتصاد والمجتمع أثناء وبعد تمدرُسِهِم. وأن المشكلة ليست في الأمية بل في التعليم نفسه وحاجة الطالب لتعليم سليم ومنظومة تعليمية سليمة، مستشهدة بأشكال المدارس في الدول العربية والتي تشبه المعسكرات العسكرية. كما وصفت الغرف المربعة الشكل “الفصول” وتأثيرها على نفسية الطفل إضافة إلى تموضع الكراسي وجلوس الطلاب والذي يؤثر سلبًا على المستوى الفكري والفهمي للطلاب.
وأضاف د. غسان حرب عميد كلية الصحافة والإعلام في جامعة الأقصى- فلسطين، متحدثُا عن أزمة التعليم في الوطن العربي ومخاطرها المستقبلية حيث قال بأن معدل الأمية في المجتمعات العربية هو 21% وهو مرشح للزيادة نتيجة لتأثريات خاريجية كبيرة مثل الأوبئة، المناخ، الفقر المدقع وأعمال العنف والتطرف. كمان شرح أن مشكلة التعليم في الدول العربية تكمن في الجودة وليس في الإنفاق حيث أن الدول العربية تنفق على التعليم مبالغ لا تقل عن أمريكا والدول الاسكندنافية وبالرغم من ذلك فهناك تراجع مستمر بسبب قولبة التعليم.
أما أ.م.د بدر ناصر حسين السلطاني مدير مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية في جامعة بابل- العراق فقد قال بأن التعليم يحمل أفراد المجتمع لمرحلة متطورة ويعطيهم القوة على بناء فرصهم المستقبلية في الحياة ويمدهم بالمعرفة الكافية ليواجهوا المشكلات ويستطيعوا حلها. وهو يساعد الإنسان على معرفة كل شئ تجاه المستقبل وتحديد الخبرات بناءً على ذلك، وأن الأمية وأزمة الأمية ترحمهم أفراد المجتمع من كل هذا. وأن محو الأمية هو جزء من السياسات والبرامج التي تعزز المساوة في جميع جوانب الحياة والقضاء عليها جزء من البنية النمائية على المستوى العالمي.
وقالت أ.م.د. ندين أبوحمدان الباحثة الاجتماعية في علم اجتماع الثقافة والمعرفة والمجال التربوي وعلم الاجتماع الرقمي في الجامعة اللبنانية- لبنان بأن الأمية تضرب بقوة في جذور المجتمعات العربية مؤسسةً لأزمات لاحقة. كما أكدت أن التشكيل المعرفي العلمي بحاجة ملحة للإنتاج العلمي لأن التعليم يهدف للتغيير والتحديث في المجتمع. وشددت على خطورة الأمية الأكاديمية على التعليم وتبديد دوره التحديثي التنويري في المجتمع.
وقد شدد د.أبوبكر يعقوب لقمان رئيس قسم المناهج وطرق التدريس في كلية التربية في جامعة الخرطوم- السودان أن أزمة الأمية لم تعد تتمثل في عدم القراءة والكتابة فحسب، حيث أن أخطر أنواع الأمية أمية التعليم بسطحية جرعة التعليم لكي لا تخرج أفراد فاعلين في المجتمع، وهذا ما تعانية الدول النامية وغير قادرة على التحرر منه، كذلك الأمية الأكاديمية هذه آفة أخرى تضرب بجذورها في المجتمعات النامية. وأنه لابد من التفكير خارج الصندوق حتى نستطيع احداث التغيير المنشودة. وقد استحضر مقولة لألبرت انيشتاين: لن نستطيع أن نحل المشكلات المزمنة التي تواجهنا بنفس العقلية التي أوجدت تلك المشكلات.
وختامها تطرقت د. نجوى تاج السر محجوب الأستاذ المساعد في قسم العلوم التربوية في جامعة كسلا- السودان إلى أزمة الأُمية البصرية والتي تطال كل الدوال النامية حيث أن الجهل فيها يؤثر على التعليم خصوصًا في الوقت الحالي وانتشار وباء الكورونا والذي يٌعتبر عصر الصورة أي القدرة على قراءة وكتابة اللغة البصرية وتحويلها لى لغة لفظية أو العكس. حيثُ أكدت أن أزمة الأُمية البصرية أزمة حقيقة في ظل ما يحيط بنا من ثورة في مجال التكنولوجيا الرقمية.
اترك تعليقاً