مواقع التواصل الاجتماعية واستثمار الوقت!

مواقع التواصل الاجتماعية واستثمار الوقت!

د. سلوى يحيى محمد الحداد

لقد احدثت مواقع التواصل الاجتماعي ثورة اتصالات ومعلومات نلمسها في واقعنا المعاش، وأصبحت تلك الوسائل أحد المؤثرات الرئيسية شئنا أم أبينا، نظراً لقدرتها الكبيرة على توجيه وتحويل الآراء والاتجاهات والقيم، كما لها ذات التأثير في مجال الترفيه والفن، ولا نبالغ اذا قلنا بأنها أثرت في الحياة بشكل عام.

ولقد أثرت ثورة المعلومات وانتشار التكنولوجيا بشكل كبير على جوانب الحياة الاجتماعية وكما أثرت في مشاركة المرأة في المجتمع حيث ازدادت نسبة مشاركتها في مجالات التنمية والمتمثلة في مجالات الخدمات والمعلومات والاتصالات , والمرأة كغيرها من المتفاعلين أصبحت مستخدم دائم , وفي أخر احصائية لعام 2017م ظهر أن سيدة واحدة من اصل” 4″ مستخدمين هي من السيدات في دول الخليج العربي، بنسبة 24،6% من مجمل المستخدمين، وسيدة واحدة من أصل 3 مستخدمين في باقي الدول العربية بنسبة 32،6% من إجمالي المستخدمين, وان 36% من المستخدمين نساء في بلدان المغرب العربي وتشكل هذه النسبة الأعلى عربيا.

ومن هنا يتبادر إلى الأذهان تساؤل مهم،،،هل استثمرت المرأة بكافة مستويات تعليمها ومكاناتها هذا الوجود والاستخدام لمواقع التواصل الاجتماعي ؟!

الواقع المشاهد والملحوظ يخبرنا ان قلة من النساء المتعلمات والمثقفات من استثمرت مواقع التواصل في نشر بحوثها ودراساتها , توصيل أفكارها ،ومعارفها إلى عدد كبير من المتابعين لتعم عليهم الفائدة، ونجد البعض الآخر استثمرت ذلك في الاشتراك بقنوات ثقافية سواء على “اليوتيوب” أو” التليجرام” أو غيرهما للتعليم والتعلم، والاشتراك بالمسابقات والفوز بعدد من الجوائز ، أي أنها استثمرت قدراتها وأحدثت  فائدة معنوية ومادية لنفسها وللآخرين.

ومن جانب آخر فقد أتسعت دائرة علاقاتها الافتراضية والواقعية الاجتماعية من خلال انشاء صداقات مع الاخرين من كافة الجنسيات ومن الجنسين، وتبادلت معهم الخبرات والعادات والتقاليد الخاصة بهم ، ولم يقتصر استخدام مواقع التواصل على النساء المتعلمات ،فهناك ربات البيوت اللواتي استثمرن أوقاتهن مع قنوات الطبخ والاهتمام بالمنزل والتزين، وتعلم حرف يدوية طبقت في المنزل ومع الجيران والصديقات , كما نجد ايضاً الاستثمار في التواصل مع الأهل باستخدام المراسلات فتلاشت مشكلات الغربة والوحدة .

وفي المقابل نجد البعض الآخر أدمن مواقع التواصل حد الاقامة الدائمة فيها فنجدها على الواتس آب” في حالة متصل، ولها حساب وقد يكون أكثر في” الفيس بوك”” والبعض لديها صفحة أو عدة صفحات، وان دخلت إلى “الاستغرام” ستجد صورها وصور عائلتها وصور رحلاتها ومأكولاتها ومناسباتها العامة والخاصة تتربع واجهة حسابها، و نجد الاسراف في اظهار الذات وقد يصل إلى حد الكذب والتكلف للظهور بصورة ملائكية غير حقيقية لحصد الإعجاب وتعليقات المجاملة، والهوس في ذلك.

إذ أن مواقع التواصل الاجتماعية كغيرها سيف ذو حدين والمستخدم مخير في الحد الذي يستخدمه، وتأسيسًا على ما ذكر يرد في خاطري مقولة جميلة ومناسبة هي ،،،

“أن كل شيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده ” فالتوسط يزين الاشياء ويجملها ،، لذا المأمول من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام و”المرأة “بشكل خاص الانتباه للحياة الواقعية سواءً العامة أو الخاصة وجعلها محمية ،والاستفادة منها بشكل إيجابي، فرفقاً بالوقت والجهد ولنستثمره فيما يفيد حياتنا العلمية والعملية.

أستاذ تكنولوجيا التعليم المساعد

شارك هذا المنشور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.