سر السلاح الناعم !!!

سر السلاح الناعم !!!

د .نيرمين ماجد

رائعة هي الابتسامة التي تقول للحزن دوما لن تغلبني , وأجمل ابتسامة هي التي تنبع من الأعماق والقادرة على التغلغل الى قلوب الاخرين فتمدهم بالأمل والتفاؤل وهي حياة وروح الإنسان, وان أجمل شيء في الوجود هي الابتسامة التي تشق طريقها وسط الدموع ؛ ، فمن يعيش على الأمل لا يعرف المستحيل ابدا ؛ وهي طريقة للتعبير عمّا يجول داخلنا ؛ فالابتسامة تكسب الانسان المزيد من الأصدقاء والأحبة وهي سلوى للقلوب المفجوعة ودواء للجروح العميقة , و هي المنحنى التي تجعل كل شيء مستقيماً ؛ وهي التحية العفوية وبلسم شفاء لقلوب ارهقتها وطأة الضغوطات اليومية؛ فاذا كان الحزن وقف في طريقك مرة واحدة فكن على يقين بأن الفرح سيقف في طريقك مرات ومرات.

ولقد ذكر العالم الفرنسي ” بيير فاشيه ” في بحثه فوائد جمه للابتسامة فقال ان الضحك يوسع الشرايين والأوردة وتعمل على تنشيط الدورة الدموية وتعمق التنفس وتحمل بالأكسجين الى أبعد أطراف الجسم ؛ ويؤدي بنفس الوقت إلى زيادة إفرازات الغدد الصم مثل غدة البنكرياس والغدد الكظرية والدرقية والنخامية والتوتة، وفي مقدمة تلك الغدد القلب لأن القلب غدة صماء أيضاً ويفرز هرمون الببتيد الأذيني المدر للصوديوم , ومن فوائد الابتسامة أيضا انها تحفظ للإنسان صحته النفسية والعصبية والبدنية وتساعده على تخفيف ضغط الدم وتزيد من مناعة الجسم ضد الامراض والضغوطات النفسية والحياتية ويتمتع المبتسم دوما بنبض سليم معافي وتسرب الطمأنينة والسكينة الى داخل النفس وتزيد الوجه جمالا وبهاء , فالابتسامة اذن مثل صمام أمان من القلق والكبت وعلاج لحالات الصداع والكآبة.

فالابتسامة اذن سلوك راقي، بل هي عبادة نجني من ورائها الحسنات، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” تبسمك في وجه أخيك صدقة”؛ فالابتسامة سر آسر وسلطان قاهر , وهي المفتاح الأول لكل القلوب المغلقة والاهم أن تكون تلك الابتسامة صادقة حقيقية غير مزيفة لان الجمال يكمن في صدقها فهي كبريق الذهب ليس كأي بريق , وهي اشراقة أمل وروح واطلالة نفس وبلسم للألم ودواء للحزن, وكثيرا ما أتساءل و تجول في عقلي الكثير من التساؤلات كيف نجد شخصا يبتسم ليلا ونهارا وفيه من الهموم ما يوازي قارة بأكملها, ولمن يبتسم , وهل الابتسامة دواء وبلسم للروح والقلب ؟؟؟

نحن نبتسم لنسعد أنفسنا و من حولنا ؛ ونبتسم لنزيد رصيدنا من الحسنات؛ ونبتسم لنتغلب على تيار الضغوط اليومية والصراعات والأزمات والحروب التي نعيشها والتي جلبت الكثير من الأمراض كالسكري و الضغط و التوتر و القلق و الأزمات القلبية والكانسر والفايروسات ؛ ونبتسم محبة لرسول الله صلى الله و تأسياً به فلقد كان دائم البشر طلق المحيا ، البشاشة تعلو وجهه و الابتسامة لا تكاد تفارقه فعن عبد الله بن الحارث بن جزء قال : ( ما رأيت أحدا أكثر تبسما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ؛ ونبتسم عندما نحقق إنجازاً و لو صغيراً ؛ و نبتسم لأنفسنا فمن حقها علينا أن نبتسم لها و نسعدها و ندخل السرور عليها ؛ ونبتسم لرفقاء العمل و جيران المنزل و تلاميذ الفصل ولأساتذتنا ؛ ونبتسم لكل صباح لتشرق نفوسنا قبل أن تشرق الشمس على البسيطة ؛ ابتسم فالأسنان ليست عورة ؛ وارسم الابتسامة فقط كي تصبح سلاحا ناعما تحقق به كل ما تريد دون عناء ولنتعلم فن التبسم بصدق ولننشر ثقافة الوجه الطلق البشوش لان الابتسامة لن تكلفنا شيئا فلن ندفع المال بل سنجني منها المرض والتشاؤم بينما البسمة تفتح طريق الحب والامل والمستقبل ؛ فالحياة قصيرة فلا تقصرها بالهموم وكن مبتسما مشرقا مشعا شعارك البسمة لكي تحيا بالأمل والعزيمة والمحبة .

شارك هذا المنشور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.