المرأة العربية ….. و الحق الغائب !!!!!

المرأة العربية ….. و الحق الغائب !!!!!

د. نيرمين ماجد

تعاني  المرأة العربية وتحارب على كثير من الجبهات والاصعدة  , فلم تستطع البيئة العربية أن تخرج من عنق الزجاجة لتقدم اصلاحات ورؤي اجتماعية واقعية تفيد المرأة  وتقدم لها جل حقوقها , فعلى الرغم من التطور والانفتاح والتقدم التقني والعلمي الكبير الا ان المرأة في العالم العربي تحديدا ما زالت تعاني الكثير من المعتقدات الاجتماعية  والعادات والتقاليد التي تحاول دوما تحديد مهام المرأة في أدوار محددة متمثلة في  دور الأم والزوجة فقط , وهي أدوار مشرفة لا أحد يستطيع نكرانها , وعلى الرغم من كل الممارسات الجائرة بحق المرأة الا ان هناك دوما بارقة أمل , هذا الامل يتجسد في اجيال جديدة من النساء يكافحن من أجل حقوقهم في العلم والعمل والحياة , جاهدت طوال الوقت ان يثبتن لأنفسهن انهن قادرات على التحدي وعلى التميز والعطاء في كثير من المجالات , وان العلم والعمل ليس حكرا على أحد .

وتُعدُّ المرأة جزءاً لا ينفصلُ بأيّ حالٍ من الأحوال من كيان المُجتمع الكُليّ، كما أنّها مُكوّنٌ رئيسي للمجتمع بل تتعدّى ذلك لتكون الأهمّ من بين كل المكوّنات. لما لها أثر بالغ الوضوح , كما ان دورها حساس جدا , وان العمل على تحييد دورها وابتذالها واستغلال قدراتها واستنزافها يقودُ لضياع المُجتمعات وتَشتُّتها وهدم الأسَر وتقويض بنائها ، ولا يمكننا حصر الأدوار المهمة والايجابية والفعالة للمرأة في المجتمع , ولقد أشارت الإحصائيات إلى أنّ نسبة مشاركة المرأة في صنع القرار في الدّول العربية لا تتجاوز 5.6%، بينما تُقارب 39.7% في الدّول الإسكندنافية، أمّا في الدّول الأوروبية فقد وصلت إلى 31%، وفي الولايات المُتحدّة الأميركية وصلت إلى 17.6%، مما يُنبئُ بتردّي وتدهور وضع المرأة العربية ومشاركتها الفاعلة في مراكز اتّخاذ القرار وصناعته.

ولقد سطرت المرأة العربية على مدى العصور اسطرا من نور في جميع المجالات , حيث كانت ملكة وفنانة وأديبة وفقيهة وشاعرة  ومحاربة , والى الان ما زالت تخط وتكد وتساهم بكل ما اوتيت من قوة ورعاية لبيتها وافراد أسرتها , وعلى عاتقها تقع تربية الاجيال القادمة , وهي الزوجة التي ترعي أبنائها وزوجها , وتتحمل كزوجة أمر إدارة البيت واقتصاده , وهي الطبيبة التي تداوي بحنان وإنسانية أوجاع وجراح الناس، وهي المعلمة، والمهندسة، والممرضة، والشرطية والمحامية، وغيرها من الأدوار السامية التي تجاهد من خلالها لخدمة وطنها وأهلها إلى جانب الرجل، ليقدما معاً أجمل معاني الحب والوفاء والتكاتف والإنسانية لتحقيق التقدم وخدمة المجتمع بكل إخلاص وأمانة.

شارك هذا المنشور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.