الشغف المنشود …!

الشغف المنشود …!

في لحظة لا تتوقعها ستجد نفسك وسط حلمك الذي طالما تمنيته, وسط تلك الحواجز والحدود القاسية التي مررت بها في حياتك, وستلتف الى الخلف وستشكر المواقف والأشخاص والأماكن والألآم والصعاب والأيام الخادشة التي أحاطتك وعلمتك كيف تتجاوزها لأنها أكسبتك قوة وعزيمة ومنعة لتتخطاها, فلن تتعلم دون أن تتألم ولن تصل الى بريق النور وبصيص الأمل ما لم تعبر نفق الظلام, فلا تفقد الأمل أبدا وثق بالله, لأن الشدائد مهما تعاظمت لا تدوم فلا تيأس ولا تقنط ولا تقلق, وأعلم أنه بعد كل ظلام تشرق الشمس مرة أخرى وأبعث فيك الروح الجديدة التي تخطو بك الى حياة سعيدة, فلا حياة من دون إرادة ولا أمل من دون صبر.

الصعاب والمحن والأيام الحالكة التي تواجهنا في هذه الحياة هي صعاب تختبر صبرنا قوتنا و عواطفنا و قد تختبر في بعض الأحيان وفائنا, لا شك أن الحياة مليئة بالأشواك والصعاب والأمل الغريب الا أننا نتعايش مع الأمر بصعوبة تارة وتارة أخرى بسلاسله ولين ويسر, فعندما نقرأ تاريخ الحكماء والفلاسفة وكيف أنهم قضوا الليالي الطوال كي يستطيعوا تخطي وتجاوز التحديات التي اعترتهم في مسيرة حياتهم فالتاريخ اذن لم يخلد أسمائهم من فراغ فلقد تعبوا وفشلوا وحققوا أحلامهم الى أن خلدت أسمائهم وعاشوا وهم يطمحون نحو الأفضل, الناس عبارة عن معادن تصدأ بالملل، وتتمدد بالأمل، بل وتنكمش بالألم, ولقد صدق روبرت شولر في مقولته : “لا تستلم عند منتصف الطريق، لابد أن تركز على أن تربح النصف الثاني”, وأكد توماس أديسون: “سقوط الإنسان ليس فشلاً، و لكن الفشل أن يبقى حيث سقط”.

كثيرا ما نمر بأيام تخدشنا فيها نسائم عابرة قد تؤذينا وتجرحنا وتترك أثر وجرح بالغ فينا, فقد نقف طويلا عند حرف شارد وكلمة أو لحن شجي أو معزوفة وقد نتأمل الأيام وعوامل الفشل في الحياة فنجد العامل الأكبر هو الاستسلام والتأمل الطويل للصعوبات التي واجهتنا منذ البداية وسرحنا طويلا في تفاصيلها بدلا من التحدي والاصرار على التجاوز معتقدين بأن تعلم هذا الشيء أو إنجاز ذلك العمل أمر صعب بذاته، و الحقيقة عكس ذلك, أيا كان الموقف ستصل في النهاية الى نتيجة مفادها أن الأشخاص من حولك هم الأيام بحلوها بمرها بشدتها بثقلها بطولها بقصرها بكل ما فيها وأنه لم يبق في ذاكرتك وشريط ذكرياتك الا وجوههم العابرة فتجاوز الزمن والذكري لأن التجاوز قوة وسلامة لنفسك, لان نفسك هيا معركتك الحقيقية في هذه الحياة, والأهم من ذلك تجاوز الأشخاص المحبطين المثبطين وتجاوز الحاسدين والساخرين والعابرين العابثين وما تركوه في نفسك من آثار وتجاوز بشموخ كل ما يؤذيك بالترك والزهد والتخلي والعفو والسلام وسكون الروح وسامح للتجاوز لكن لا تنسي الأذى فالروح أن خدشت علق جرحها في سماء نفسك أبدا.

ستمنحك وستمتحنك الحياة لكنها ستضع بداخلك مقياسًا تزن به النحاس من الذهب, وستريك ما لم تتوقعه يوما منها وستتعلم منها ما لم تتعلمه من البيت والمدرسة والشارع, فستحطمك وتسقطك على جبينك بكل عنف وقوة ولكنها ستوقظك في النهاية على وقع شيء جميل لتحيي بك الأمل في داخلك من جديد, فلا توجد راحة دائمة ولا حزن مستمر في حياة فلقد وجدت للاختبار, فالزيتون لا يعطينا الزيت من صلبه إلا بعد تصفية شاقة له تدوم لساعات ولأيام طوال، والنجاح لا يتحقق الا بالتعب والجد والاجتهاد من الأشخاص الأقوياء الذين يمتلكون رسالة قوية وفكر مختلف وأيمان قوي وتأكد في النهاية أن الحياة لن تعطيك ما تتمنى إلا إذا ناولتها كل ما تملك, و اقترب من أي شيء يسعدك يفرح قلبك، يحسن مزاجك حتى وإن كان كوب قهوة, الحياة كالبيانو هناك أصابع بيضاء وهي السعادة، وهناك أصابع سوداء وهي الحزن، ولكن تأكد أنك ستعزف بالاثنين لكي تعطي الحياة لحنا, واذا أردت أن تقضي على اليأس فعليك فقط تتعلق بهدفك الكبير وتعمل على تحقيقه لان تفكيرك وشغفك بالهدف المنشود هو ما سيجعلك قادرا على مواجهة الصعاب والتحديات والأزمات لأن كل شيء يهون في سبيل هذا الهدف النبيل الذي اخترته لحياتك, وتحمل مسؤولية كل شيء في حياتك, فالحياة إما مغامرة عظيمة أو لا شيء.

 

 

شارك هذا المنشور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.