مركز بيلر يعقد المُلتقى العلمي الدولي: عمالة الأطفال بين الجائز والمحظور

مركز بيلر يعقد المُلتقى العلمي الدولي: عمالة الأطفال بين الجائز والمحظور

عقد مركز بيلر لإدارة الأزمات والتحكيم الدولي والبحث العلمي- لندن بالشراكة مع الجامعة اللُبنانية- لُبنان، جامعة الجزيرة- السودان، جامعة بولتيكنيك- فلسطين، جامعة كسلا- السودان ،جامعة الدلنج- السودان،  جامعة ذي قار- كلية التربية البدنية- العراق، جامعة واسط-كلية التربية الأساسية- العراق ، جامعة ميسان- كلية التربية الأساسية- العراق، جامعة سومر- كلية التربية، مركز البحوث النفسية/ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي- العراق، مركز البحوث التربوية/ جامعة الخرطوم- السودان، ومركز Biosciences Research Support Foundation (BRSF)-  نيجيريا، المُلتقى العلمي الدولي تحت عنوان: (عمالة الأطفال بين الجائز والمحظور)

 

حيث رحبت د. نيرمين ماجد الدكتورة في تكنولوجيا التعليم والمدير العام لمركز بيلر بالحضور الكريم حيث أكدت على الدور الكبير للباحثين والتربويين وصناع القرار الكبير في العمل على إيجاد حلول لهذه الظاهرة. والتي بدورها أكدت بأن عمالة الأطفال هي نتاج لثنائية الفقر والجهل، وأن القوانين والمواثيق التي تحرم تشغيل الأطفال ستبقى حبراً على ورق إذا لم يتم معالجة المشكلة الأم.

 

كما شارك أ.د بد ناصر، مدير مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية- جامعة بابل – العراق في رئاسة الجلسة، وأشاد بأهمية هذا الموضوع وعن اختلاف وجهات النظر والتعريف بهذا المصطلح من طبيعة مجتمع لآخر. كما أضاف عمالة الأطفال موجودة منذ القد وحتى في الدول الأوروبية إلا أن الدول العربية أمام المعضلة الحقيقية وهي مدى توفر أموال كافية لدعم إنهاء هذه الظاهرة.

 

وقد افتتح نقاش الجلسة أ.د علي عودة، مدير مركز البحوث النفسية- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي- العراق والذي تحدث عن العامل النفسي المترتب على عمالة الاطفال تبعًا لاختلاف نوع العمل وظروفه وظروف الأسرة وعن احساسهم بالظلم الاجتماعي وانعدام العدالة الاجتماعية بينهم وبين أقرانهم. كما تطرق إلى الاعتداء الجنسي اثناء العمل والإحساس بالمهانة والدونية الاجتماعية وقلة التطور العاطفي وتفضيل القيمة الاقتصادية للطفل العمل على القيمة العلمية مما يؤدي إلى خلل في ترتيب القيم.

 

وتحدث أ.د مي العبدالله، أستاذ باحث في علوم الإعلام والاتصال في الجامعة اللبنانية- لُبنان عن دور الإعلام في تسليط الضوء على هذه الظاهرة والذي وصفته بالمُقصر إلى حد كبير. كما ذكرت بأن احصائيات نسبة الأطفال العاملين هي الأعلى في الدول ذات الدخل المنخفض. تطرقت أيضَا إلى واقع الأطفال في لُبنان ودور الإعلام اللبناني في تسليط الضوء على هذه الظاهرة المتفاقمة حيث لا يقوم الإعلام اللبناني بإعطائها حقها على حد تعبيرها.

 

كما تحدثت د. الرضية حسين، أستاذ علم نفس التنمية في جامعة الدلنج- السودان عن عمل الأطفال في مناطق النزاعات وأنواع المهن التي يمارسها الأطفال في هذه المناطق حيث أشارت بأن مناطق النزاع تكثر فيها نسبة الإتجار بالبشر تحديدًا الأطفال. ومن خلال حديثها تطرقت د. حسين إلى أسباب عمالة الأطفال في مناطق النزاع وكان أهمها الزواج المبكر كما استرسلت في الحديث عن الآثار والمخاطر.

 

بدورها قدمت أ.د. هدى علوي، أستاذ القانون الجنائي ومدير مركز المرأة للدراسات والتدريب- اليمن بالحديث عن موضوع عمالة الأطفال من ناحية قانونية. حيث تحدثت عن ضعف اتخاذ الدول التدابير تشريعية وضمانات حقيقية من شأنها أن تعكس التزامها بعد توقيع الاتفاقيات الدولية التي تخص انهاء عمالة الأطفال وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرت بها الأمم المتحدة. حيث وصفت حقوق الإنسان والحقوق الاجتماعية والمدنية وغيرهم في كثير من الدول ما هي إلا حبر على ورق. تضمن حديث د. علوي أيضَا واقع اليمن المزي في الوقت الحال وواقع الأطفال في اليمن بسبب النزاعات والحروب.

 

وأضاف د. أبوبكر لقمان، أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم ومدير مركز البحوث التربوية في جامعة الخرطوم- السودان بأن عمالة الأطفال في السودان أرقام صادمة وذلك لعدم وعي الأسر بأهمية التعليم ومستقبل أبنائهم. كما نوه بأن للوقت الحالي لا يوجد أرقام دقيقة لنسبة العاملين من الأطفال في السودان حيث أن المسألة لم تعد ظاهرة بل أصبحت واقع يمتد ويتفاقم يومًا بعد يوم.

 

أما أ.د. رشا حجازي، رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان في المعهد الدولي العالي للإعلام- مصر فقد تحدثت عن بعد القيم الثقافية بسبب التطور التكنولوجي الذي يشهده العصر الحالي ودخول وسائل التواصل الاجتماعي لحياتنا. وقد تطرقت لنوع آخر من عمالة الأطفال وهي عمالة الأطفال على مواقع التواصل الاجتماعي، سواء انضموا لها حبًا أو رغمًا عنهم، لكسب الأموال. وكيف أثرت على رؤية وطموح الطفل لمستقبله مقارنة مع الزمن الجميل، كما وصفته.

 

وذكرت د. شذى الميداني، دكتور القياس والتقويم التربوي والنفسي ورئيس قسم الدراسات العليا في جامعة دمشق- سوريا احصائيات مخيفة عم عمالة الأطفال في سوريا والتي كان لانتشار وباء الكورونا وتدهور الوضع الاقتصادي المؤثر الكبير عليها. وقد تحدثت أيضَا عن الاستغلال الجنسي للأطفال فوجود الأطفال في الشوارع يجعلهم عرضة أكثر للتعامل مع العصابات. وقد حثت على الاهتمام بفئة الأيتام كونها الفئة الأكثر عرضة للعمالة.

 

 

وختامها تطرقت أ. هالة نبهان، المحامية والناشطة الحقوقية في مركز شؤون المرأة- فلسطين للموضوع من ناحية قانونية بصفتها محامية، حيث تحدثت عن العمل النافع والعمل الضار وعن المفهوم السلبي لعمالة الأطفال والتي ينهي عنه القانون الدولي وعن المفهوم الإيجابي لعمالة الأطفال والذي يشمل الناحية التطوعية والإيجابية والتي تعكس على نموه العقلي والجسمي. وقد تطرقت في حديثها عن عمالة الأطفال في الاتفاقيات والقوانين الدولية وعن واقع عمالة الأطفال في فلسطين وفي قانون الطفل الفلسطيني.

 

يُذكر بأن المُلتقى قد عُقد يوم الاحد الموافق 12/06/2022 بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال، حيث شارك في الملتقي العشرات من الخبراء والمهتمين والباحثين من العديد من الدول العربية والقارة الأفريقية وذلك لتسليط الضوء على أزمة عمالة الأطفال المتفاقمة في كثير من الدول والمجتمعات على مستوي العالم والبحث عن حلول للحد من هذه الظاهرة المستشرية ولتطبيقها على أرض الواقع.

شارك هذا المنشور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.