رهانات المستقبل في تخصصات العلاقات العامة والصحافة الرقمية
بقلم الدكتور فيصل السرحان – رئيس قسم الصحافة والاعلام
أجزم وبكل ثقة أن تخصصات العلاقات العامة والصحافة الرقمية ومعها الاعلان تعتبر من أوائل التخصصات الهامة في وقتنا الحاضر، وذلك لمستوى التطور التكنولوجي الكبير الذي طالها وطبيعة صناعة الاعمال التي توسعت وتشعبت بشكل ملفت للغاية. فرضت هذه التحولات المتسارعة حتمية التكيف والاستيعاب، لتشمل كل العاملين في مجالي الاعلام والاتصال لتجويد وتحديث الاداء خاصة في حقول الاحتراف والاتقان لتقنيات التواصل الجديدة ومواكبة تحديث التشريعات والتنظيم. إنّ الحصول على درجة الدبلوم المهني أو البكالوريوس في علوم الاعلام والاتصال تتيح للخريجين فرصاً عدة في سوق العمل المحلي والاقليمي لأنها تعتبر الشريان المغذي لازدهار ونجاح كل الاعمال دون استثناء. وسائل الاعلام الحديثة من مواقع وصحف الكترونية وتلفزيون وإذاعات أصبحت لا تستطيع المواكبة والاستمرارية دون وجود مختصين مؤهلين علمياً وتقنياً، في مجالات الكتابة الحديثة وعمل التقارير الاخبارية الحصيفة وإجراء المقابلات التلفزيونية والاذاعية والتصوير والمونتاج الرقمي (برامج البريمير) وغيرها. في حين أنّ مؤسسات تقديم الخدمات من بيع وشراء وعرض وترويج لا تستطيع هي أيضاً النجاح والاستمرارية دون وجود مختصين قادرين على إدارة أزماتها إعلامياً، وإطلاق الحملات الاعلانية والاعلامية والترويجية، وتجسير الحواجز بينها وبين عملائها وزبائنها، من أجل المحافظة على صورتها وسمعتها باستخدام نماذج الاتصال الفعالة وإتقان الفنيات الجديدة مثل ( الإن دزاين، والآفتر إفكت، والالسترايتر والفوتوشب ، والجرافيك وغيرها ). إذن يكمن الرهان المستقبلي في مجال علوم الاعلام والاتصال على استيعاب الاختراعات والتحديثات الراهنة لأنها أصبحت كل شيء في الحياة، فهي ينبوع التواصل والاخبار ، ولنتخيل كيف تكون حياتنا بدون تواصل واتصال !
تخصصات علوم الاعلام والاتصال ليست راكدة كما يشاع ، وإن كانت كذلك فهي من وجهة النظر الرسمية فقط والسبب معروف للأكثرية؛ هي حية وتمتاز بالديناميكية وستبقى ما عاش الانسان على وجه الارض، كل ما تحتاجه هو ” الريادة ” سواء في الوظيفة أو أخذ زمام المبادرة بتحويل الحلم الى واقع عبر المباشرة فوراً في إنشاء كيان صغير مستقلّ بصورة فردية أو جماعية وتطبيق ما تعلمه وتدرب عليه الخريج بعد الاستشارة والدراسة بشكل معمّق. القلوب الخائفة لا تصنع المجد والنجاح والاستمرارية، والفكر النيّير المتكئ على الله أولاً وعلى القدرات والمقدرات الذاتية يصنع المستحيل
اترك تعليقاً