المرأة في أسبوعها العالمي: تعديل المفاهيم أولوية المعارك!
المرأة في أسبوعها العالمي: تعديل المفاهيم أولوية المعارك!
د. عمر الفاروق النخال
لم يغير الزمن هداياه كثيرا ليوم المرأة العالمي، ما يزال محمّلا بالتحديات والجهود على طريق تحقيق الهدف المنشود والقادر اذا ما حققناه على اعادة مجتمعاتنا أكثر توازنا وانسجاما مع واقعها مهما كانت طبيعة النقاشات المطروحة ومهما اشتدت الذرائع المغلوطة التي عملت طوال عقود على تقييد المرأة وتكبيلها بالكثير من العوائق المجتمعية التي اضاعت عمليا وقت العالم ككل وليس وقت المرأة وحدها. نقول وقت العالم ككلّ، لان المرأة وخلال نضالها بين جدران وتحت سقوف العوائق تلك، تثبت أنها أكبر من اللقب الذي منحها إياه الزمن ألا وهو “نصف المجتمع” فقالت بنجاحاتها وتميزها في الحقول العلمية والعملية والانسانية والاقتصادية وغيرها إنها بحق “كلّ المجتمع” وإن انجازاتها تلك تستحق التوقف مطولا لقراءتها بعين الاحترام والانفتاح والحرص على تبادل الرؤى والأفكار البناءة التي توسّع اطار النقاش الحضاري المعمّق دونما مصادرة لرأيها أو محاولة تقويضه أو بكل بساطة محاولة تضييق دائرة النقاش بابتداع معايير بعيدة عن أي أساس علمي. فلقد كلّفنا الهروب من مجرد النقاش والحوار زمنا غاليا جدا، كان الأولى تركه للمرأة من أجل مراكمة انجازاتها أضعافا مضاعفة عن التي نحتفي بها في يومها العالمي ولربما كانت اللقاءات والندوات التي تتناول قضايا المرأة وتملأ قاعات الجامعات والحوارات الافتراضية عبر منصات التواصل خالية تماما من الرجال على قاعدة أن “أهل مكة أدرى بشعابها”. غير أن المناصرة للمرأة من قبل الرجل كانت مطلوبة ومهمة الى حدود كبيرة في تلك المعارك لكونها جاءت عبر الزمن أصدق الشهادات والاعتراف الأكثر تعبيرا عن صلابة كيان المرأة في وجدان وضمير الرجل الذي نهل حنانها طفلا وينهل أفكارها ورؤيتها وحكمتها اليوم على طريق الحياة وتحدياتها الوعرة زوجة وصديقة وزميلة عمل ومديرة وقائدة وصاحبة نظريات علمية وعالمة ومفكرة وأديبة وصاحبة اختراعات ورائدة فضاء .. وأكثر . وكما كان درب المساواة المكان الذي التقت عليه الأفكار فإن دروبا عديدة أخرى تنتظر خطوات مماثلة من أجل أن يكون عالمنا أكثر صدقا وهو يحتفل باليوم العالمي للمرأة العام المقبل، ومن أجل التطلع الى عالمية الطرح من خلال احترام العقل أكثر من حشوه بالشعارات العامة والفضفاضة. تنتظرنا جميعا دروب التمكين والدعم والمشاركة الفعّالة في كل الميادين والمناصرة وفرص التعليم والقيادة.. فعبر هذه العناوين لا نحسم المعارك وانّما نعبّد طرقات المعارك نحو حسمها لأن التشريعات والقوانين تبقى المعركة الكبرى التي تحتاج تضافر كل الجهود الممكنة من أجل تشريحها والبناء على كل الجوانب المرنة فيها في محاولة لفكفكة التعقيدات وتفسير النصوص وتطويعها بما يلائم تفاعلية وعصرية الزمن خاصة وأن تلك النصوص عديدة ومتشعبة ومختلفة ما بين دولة وأخرى تمهيدا إلى اخراج ترجمات واضحة قابلة للتحقق على المدين القريب والبعيد. ليست ضلعا ناقصا بكلّ تأكيد، فهذا الشعار الذي يملأ الدنيا اليوم، لا يدعمه الا نقاش يستهدف مباشرة قوة المعايير والقدرات والمهارات والكفاءات الحاضرة في جعبة المرأة للخروج الى معركتها القانونية والتشريعية بثبات وقوة اكبر! أمانها تحت سقف بيتها من أمان كل المجتمع، وأمانها تحق سقوف القوانين من أمان أبسط قواعد العدالة! *مداخلة ألقيت في ملتقى “ليست ضلعا قاصرا” من تنظيم مركز Pillar ومؤسسة Brc العلمية ومنظمة Imra.
اترك تعليقاً