كورونا… أثبت إن العالم في قارب واحد
د. شلال عواد العبيدي
مجرد التفكير بان العالم ممكن أن يتأثر يوماً ما بأجمعه ، شماله وجنوبه ، شرقه وغربه بخطر واحد ، يعد ذلك ضرباً من الخيال ، إلى قبل أيام ، حيث كان الاعتقاد الراسخ بان لا شيء يؤثر على هذا العالم الكبير المترامي الأطراف، فقد يحدث امر في دولة أو عدة دول أو في قارة على اكثر تقدير .
ببساطة ودون سابق إنذار ، حدث امر بسيط ، حيث حل زائر صغير جداً ، لا يُرى بالعين المُجردة ، في مدينة صينية ، لم يكن لها تلك الشهرة بل إنها لا تشكل ثقلا أو شيئا يُذكر لبلد مثل الصين ، الذي يقارب عدد مواطنيه المليون و نصف المليون ، حيث إن الأخبار تترد عن فايروس محلي في المدينة و ليس كُل الصين و هذا شأن صيني بحت ، و ماهي إلا أيام ، حتى انتشر هذا الزائر في كل أنحاء الصين ، لتعلن عن وباء قد حل بها ، و أعدت له كل ما استطاعت من سبل الدفاع لوحدها ،لان ذلك شان صيني ، قد حل بهم لسبب ما ارتكبوه ، ناتج عن أعمال في مختبرات أو مراكز بحثية ، أو طبيعتهم في مخالطتهم الحيوانات وأكلها .
و ما هي إلا أيام لينتقل هذا الفيروس إلى عدة دول دون جواز أو تأشيرة ليضع رحاله في ايران و العراق و لبنان و إيطاليا و إسبانيا و بريطانيا و المانيا و فرنسا ثم كل دول أوربا و الدول العربية و أمريكيا و كندا و أستراليا و روسيا و بعض دول أفريقيا .
و قد احدث هذا هلعاً كبيراً في كُل أنحاء العالم ، فقد قُتل الكثير من أبناء البشرية ، و العدد المصاب به أضعاف من قد قتل ، واستطاع هذا الفيروس أن يشل العالم ويوقف كل مظاهر الحياة و الحركة في العالم فقد انقطت وسائل النقل بكل أشكاله براً و بحراً و جوً ، وقد اعلن على العلم بأنه يمر بجائحه هي أكثر خطورة من الوباء ، مما تسبب في فرض حظر التجوال في كل دول العالم و تعطيل الدوام ، وذلك تسبب في تعطيل العمل و الصناعة و التجارة و التعليم ، وهذا ما سينذر بعواقب اقتصادية و خيمة على مستوى العالم .
تداعيات هذه الأزمة سيمر بها العالم دون تميز بين بين قارة و أخرى أو دولة وأخرى ، دون تميز بين دولة رأسمالية و اشتراكية ، غربية أو شرقية ، مسلمة أم مسيحية أم بوذية ، غنية أو فقيرة ، دولة عظمى أم متقدمة أم نامية .
و ليس ببعيد قد تسبب هذه الأزمة نتيجة الضربة الاقتصادية الموجعة التي ستحدثها ، بان تنهار أحلاف و تكتلات و اتحادات ، بل قد تتفكك دول موحدة من جراء ذلك سيما وان الأضرار البشرية و الاقتصادية لم يمكن توقع حجمها لحد الآن و هي مستمرة بالتصاعد بشكل مستمر و إلى أجل غير معلوم .
العالم الآن ينادي بأن تتحد كل الإمكانيات العالمية للوقوف أمام هذا الخطر الذي يواجهه و يهدده مصيره .
ترسخت عالمياً و لدى كل أنسان واعي فكرت إن خطراً ما يمكن أن يهدد العالم باسره و كان العالم قريه صغيرة أو إن العالم على ظهر قارب واحد فإما أن ينجو كله أو يغرق كله لا قدر الله ، و ما يدلل على ذلك إن الإنسانية اليوم تتابع الوضع في العالم كله بنشره واحده تُبين عدد الإصابات عالمياً و عدد الوفيات و تترقب إنتاج علاج واحد لكي ينقذ كل البشرية .
و بالتأكيد إن أي تقدم أو نصر سوف تحققه به أي دولة في إيجاد علاج لهذا الفايروس سوف ينقذ العالم برمته ، حيث إن هذا الفيروس اثبت إن كل العالم في قارب واحد .
اترك تعليقاً