شكرا كورونا

عهود الاسدي

أيُّها الصَّغيرُ في حجمِهِ الكبيرُ في فعلِهِ السَّريعُ في تنقُّلِهِ صانعُ المعجزاتِ مذلُّ الجبابرةِ و مقيِّدُ الجيوشِ المدمِرةِ، يا من سكتَ الجميعُ حينما نطقتَ و طُأطِأتْ رؤوسٌ عندما ظهرتَ أخرَستَ ضجيجَ المدنِ العامرةِ باللعبِ و اللهوِ و انطقتَ قلوباً غافلةً بالذكرِ و الدعاءِ .
يا من قرَّبتَ البعيدَ و جمعتَ الشَّتاتَ فأصبحنا نجتمعُ كلَّ ليلةٍ أشقاءَ متحابين رغمَ بُعدِ المسافاتِ ، أيقضتَ فينا العروبةَ التي أرادوا قتلَها فزرعوا الشِّقاقَ بيننا، بفضلِك صرنا نتبادَلُ الأفكارَ و العلومَ و الهمومَ و أدقَّ التفاصيلِ فغدتْ منازلُنا عامرةً بسعادةِ تواصلِنا مع إخوتِنا العربِ و أخوتِنا في الإنسانيةِ من كُلِّ العالَمِ .
يا من أيقضتَ فينا الضميرَ بعد أن كان بليداً جامداً، دبَّ إليهِ النشاطُ و الهمةُ ليصلَ اقتسامَ الرغيفِ بيننا مهما كان المحتاجُ بعيداً و أصبحنا يطبطبُ بعضُنا على كتفِ البعضِ و الرحمةُ عنوانُ أفعالِنا والنفوسُ سكنتْ و اطمأنّتْ و إلى بارئها ركنَتْ.
يا من كشفتَ الكثيرَ من الأقنعةِ المزيفةِ، و أخزيتَ الأصواتَ الكاذبةَ و أظهرتَ الكثيرَ من الحقائقِ العلميةِ و العسكريةِ و الإقتصاديةِ و الإجتماعيةِ، فجعلتَنا لا نصدقُّ كلَّ مانسمعُ و لا نردِّدُ كلَّ ما يقالُ و توجَّهْنا إلى مذاكرةِ العلومِ الإلهيةِ الحقيقيةِ و تَيقَّنا أنَّ الخالقَ أدرى بما خلقَ و أنَّ المخلوقَ عاجزَ مهما تفيهقَ.
شكراً لكَ كورونا فأنتَ نعمةٌ لمَن ظُلِم ونقمةٌ على من ظَلَمَ .

الكاتبة والاعلامية عهود الاسدي بكالوريوس علوم القرآن من العراق

شارك هذا المنشور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.