هيبة المعلم… إلى أين؟؟؟

هيبة المعلم… إلى أين؟؟؟

أ. ناهض سالم أبو منديل

قال الحكيم الروماني شيشرون:” أن أعظم هبة يمكم أن تقدمها للمجتمع هي تعليم أبنائه”، فعملية التعليم قد وجدت منذ أن وجدت البشرية، واكتسبت قدسيتها من الأهمية العظمى التي أولتها لها المجتمعات، فقد أوكلت هذه المهنة إلى صفوة المجتمع عبر مر العصور والأزمنة، وقد اختلفت المسميات نحو هذه المهنة باختلاف المجتمعات البشرية واختلاف العصور أيضاً، ومن بين هذه المسميات” المعلــم”.

ومنذ أن وجد التعليم، ما زال المعلم يقدم خدمة مهنية للمجتمع، وذلك من خلال إنتاج أجيال قادرة على التعامل مع واقعها بفاعلية، وبالتالي يساهمون في تقدم ورقي مجتمعهم، فالمعلم يعمل على تمكين الطلاب من اكتساب المعارف والخبرات والقيم والمثل العليا، التي تؤهلهم للخروج للحياة العملية والعلمية على حد السواء، وبدورها تعود بالنفع على المجتمع، ومن هذا المنطلق فإن مكانة المعلم عند الأمم وعلى مر العصور حظيت بمكانة رفيعة، ولعل أرفع مكانة وصلت لها هذه المهنة كانت في المجتمع الإسلامي، ولأهمية هذه المهنة ونبلها، فقد أشاد الخليفة المأمون بهذه الفئة( المعلمين)، واعتبرهم خير جماعة تمشي على الأرض، ومصابيح الهدى في دياجير الحياة، وتمنى أن يكون معلماً للناس.

لهذا فإن المعلم هو العصب الرئيسي والدعامة الأساسية لمنظومة العملية التربوية التعليمية، وحجر أساس لتقدم ورقي الأمم؛ ولكن…! على الرغم من إدراك الجميع لأهمية المعلم والمكانة التي يشغلها في تلك العملية، ورغم المحاولات العديدة لإصلاح شأنه، فإنه مازال في وضع لا يحسد عليه، فمكانته وهيبته لم تعد كما كانت قديماً، وهنا يحضرنا سؤال: مــن المسئول عن تراجع مكانة وهيبة المعلم بل وسقوطها؟؟؟

لقد تعددت الأسباب المؤدية إلى تدهور مكانة وهيبة المعلم في الوطن العربي ولعل من أهمها ما يلي: 

أولاً: أن الوضع العام والثورات الحادثة أنتجت وضعاً اجتماعياً مغيراً عما كان عليه في السابق، والتي أثرت بالسلب على مكانة وهيبة المعلم.

ثانياً: المستوى المعيشي المتدني للمعلم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، والتي بدورها أدت إلى جعل المعلم يبحث عن أعمال أخرى غير لائقة به.

ثالثاً: زعزعة بعض وسائل الإعلام لمكانة وهيبة المعلم، وذلك من خلال ما تعرضه من صور بائسة لحياة المعلم، وتناولها لبعض المواقف السلبية لبعض من المعلمين، متناسيه دوره الريادي في خدمة المجتمع.

رابعاً: هضم حقوق المعلم والتقليل من مكانته وعدم إبراز دوره إعلامياً.

خامساً: أصبحت مهنة المعلم مهنة لا مهنة له، مما أنتج معلمون لا يحترمون هذه المهنة.

وفي الختام نقول: إذا سقطت هيبة المعلم، سقطت هيبة التعليم، وبالتالي تدهور المجتمع، فلهذا فإن المسؤولية يتحملها المجتمع بكافة مؤسساته، وللتصدي لمثل هذه المشكلة وإيجاد حل لها، لابد من الاهتمام بالمعلم كونه إنساناً، وتوفير المستوى المعيشي اللائق بمهنة المعلم، والعمل على توعية المجتمع بمهنة المعلم وتعريف الكل بالدور الريادي للمعلم في نهضة المجتمع ورقيه، فالمعلم فخر الأمم ومنارة العلم.

شارك هذا المنشور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.